السعودية تتصدر مشهد العمل الخيري والإنساني على الساحة العالمية – أخبار العصر
جهود المملكة العربية السعودية في العمل الخيري
تعتبر المملكة العربية السعودية من الدول الرائدة في مجالات العمل الإنساني والإغاثي، حيث تمتاز بمساهماتها الفعالة التي تتجاوز حدود المساعدات المباشرة. وقد أسست المملكة مبادرات مؤسسية وتنموية تغطي العديد من القطاعات. وفقًا للإحصائيات، ساهم القطاع غير الربحي في الاقتصاد الوطني بأكثر من 100 مليار ريال، أي ما يعادل 3.3% من الناتج المحلي الإجمالي، حيث تشمل هذه المساهمات الأوقاف التي تقدر بنحو 48 مليار ريال، بينما تجاوز إنفاق المنظمات غير الربحية 47 مليار ريال. كما تمثل قيمة التطوع حوالي 5 مليارات ريال، مع إسهامات للجمعيات التعاونية تقدر بملياري ريال.
الإسهامات الإنسانية والتنموية
تشير البيانات إلى أن التبرعات الرقمية والجماهيرية خلال عام 2024 قد تجاوزت 15 مليار ريال، مما يعكس الإقبال الواسع على هذا النوع من التبرعات. كما أن مشاركة السعوديين في العمل الخيري تبين أن 47% منهم يقومون بالتبرع بشكل مباشر، بينما 23% يرتبطون بالأعمال التطوعية، مما يدل على اتساع دائرة المشاركة المجتمعية في هذا المجال.
من ناحية المساعدات الخارجية، قدمت المملكة مساعدات إنسانية وتنموية تصل قيمتها إلى 5.2 مليار دولار، والتي تعادل حوالي 0.51% من الدخل القومي، وفقًا لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية لعام 2023. منذ عام 1950، تجاوز إجمالي المساعدات التي قدمتها السعودية 130 مليار دولار، استفادت منها 169 دولة حول العالم. تشير المنصة الرسمية للمساعدات السعودية إلى أن إجمالي المساعدات المقدمة حتى الآن قد بلغ 528.4 مليار ريال، مما يجعل المملكة واحدة من أكبر المانحين على مستوى العالم.
أظهرت دراسات صادرة عن European University Institute أن السعودية ساهمت بنحو 3.7% من إجمالي المساعدات الإنسانية العالمية خلال العقد الأخير. وفي عام 2021، احتلت المملكة المركز الثالث بين أكبر الدول المانحة للمساعدات الإنسانية عالميًا، بما يعادل حوالي 5% من إجمالي المساعدات الدولية.
يبرز الصندوق السعودي للتنمية كمؤسسة رائدة في هذا المجال، حيث مول منذ تأسيسه أكثر من 800 مشروع تنموي في أكثر من 100 دولة، بتكلفة تجاوزت 20 مليار دولار. كما ساهم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في مبادرات كبرى، بما في ذلك تقديم 40 مليون دولار لدعم وكالة الأونروا في غزة، إلى جانب حملة لإغاثة ضحايا الزلازل في تركيا وسورية، التي حققت جمع أكثر من 114 مليون دولار في فترة قصيرة.
يمثل مركز الملك سلمان نقطة تحول استراتيجية في العمل الخيري السعودي، حيث يسعى لتأسيس منظومة مؤسسية ذات طابع عالمي. يعكس هذا التوجه مكانة المملكة كدولة مانحة رائدة، مما يسهم في تعزيز قدراتها الناعمة ويعزز مكانتها الدولية وفق رؤية 2030.