حرائق سوريا وفيضانات تكساس وموجات أوروبا الحارة.. ما الذي يحدث للعالم الآن؟ - هرم مصر

الكورة السعودية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تتواصل موجة الحرائق الضخمة في ريف اللاذقية بسوريا، وسط مخاوف متزايدة من كارثة بيئية وإنسانية، بعد أن أتت النيران على أكثر من 5600 هكتار من الأراضي الزراعية والغابات، بحسب وزير الطوارئ والكوارث السوري رائد الصالح الذي أوضح أن اشتداد الرياح وارتفاع درجات الحرارة أسهما في انتشار الحرائق.

وأوضح الصالح أن فرق دعم أُرسلت من محافظات أخرى لتعزيز جهود الإطفاء، لكن التضاريس الصعبة، وبعد مصادر المياه، ووجود الألغام ومخلفات الحرب كلها عوامل أعاقت عمليات السيطرة على الحرائق.

أما في تركيا، أعلنت السلطات يوم السبت الماضي وفاة عامل غابات أصيب في حريق بمحافظة إزمير متأثرًا بجراحه، ليرتفع عدد الوفيات إلى 3. وعلى الرغم من أن تركيا نجت نسبيا من موجات الحر الأوروبية الأخيرة، فقد سجلت خلال الأسبوع الماضي أكثر من 600 حريق غذتها رياح قوية في ظل جفاف مستمر.

وعلى الجانب الآخر من العالم، في الولايات المتحدة، ارتفع عدد ضحايا الفيضانات المدمرة في ولاية تكساس إلى ما لا يقل عن 82 قتيلًا، إضافة إلى عشرات المفقودين وسط تحذيرات من موجات فيضانات جديدة. عمليات الإنقاذ تواجه تحديات كبيرة بسبب التضاريس الوعرة، والأمواج العاتية، والمخاطر البيئية مثل الأفاعي المائية. وقد أصدرت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية الأميركية تحذيرات من عواصف رعدية قد تؤدي إلى مزيد من الفيضانات المفاجئة في وسط تكساس.

وفي غرب أوروبا، تترقب دول عديدة انخفاض درجات الحرارة مع اقتراب عواصف رعدية من المحيط الأطلسي بعد أيام من القيظ الذي أسفر عن وفيات وحرائق وخسائر مادية. ففي فرنسا، أعلن عن وفاة شخصين نتيجة أمراض مرتبطة بالحر، مع نقل أكثر من 300 شخص إلى الرعاية الطارئة. أما في إسبانيا، فقد لقي شخصان مصرعهما في حريق غابات بإقليم كتالونيا.

تأتي هذه الأحداث في ظل موجة حر قياسية اجتاحت دولا أوروبية عديدة، حيث سجلت إسبانيا والبرتغال درجات حرارة مرتفعة غير مسبوقة لشهر يونيو/حزيران، دفعت هيئة الأرصاد الجوية الإسبانية إلى إصدار تحذيرات من ارتفاع إضافي للحرارة والعواصف والرياح القوية.

حرائق ضخمة تجتاح الأراضي الزراعية شرق سوريا
موجة الحرائق الضخمة تتواصل في ريف اللاذقية بسوريا (الجزيرة)

تغير المناخ.. وعوامل أخرى

وفي حالة الظواهر المناخية المتطرفة كتلك، فإن أصابع العلماء غالبا ما تشير إلى التغير المناخي كعنصر فاعل في ما يحدث حاليا لعالمنا. وبالطبع لا يمكن الربط مباشرة بين ظاهرة بعينها والتغير المناخي، إلا أن النتائج البحثية في هذا النطاق تشير إلى علاقة واضحة بين الظواهر المناخية المتطرفة وارتفاع متوسطات درجات الحرارة، إلى جانب عوامل عدة متنوعة، من الاقتصاد إلى السياسة.

إعلان

فمثلا بين عامي 2001 و2023، فقدت سوريا كمّا هائلا من الغطاء الشجري بسبب الحرائق التي نتجت عن مزيج من العوامل المناخية والبيئية والبشرية، فقد أصبح مناخ سوريا جافّا بشكل متزايد، مع ارتفاع درجات الحرارة وطول فترات الجفاف. تؤدي هذه الظروف إلى جفاف الغطاء النباتي، ويفاقم تغير المناخ هذا التوجه عاما بعد عام، مما يؤدي إلى حرائق غابات أكثر تواترًا وكثافة وشدة.

وقد شهدت سوريا موجات جفاف شديدة بسبب التغير المناخي، فمثلا بين عامي 2006 و2010 واجهت البلاد أسوأ موجة جفاف في تاريخها المسجل، مما أدى إلى انهيار واسع في الإنتاج الزراعي، خاصة في مناطق مثل دير الزور والحسكة والرقة.

ومنذ عام 2020 شهدت سوريا موجات جفاف شديدة، فقد أظهرت نتائج تقرير بحثي نشر عبر منصة "ورلد ويذر أتريبيوشن" أن هذه الموجات من الجفاف أصبحت أكثر احتمالا بمقدار 25 مرة بسبب تغير المناخ الذي يسببه الإنسان.

وجد التقرير كذلك أنه لولا ارتفاع حرارة الأرض بمقدار 1.2 درجة مئوية لكان الجفاف، المصنف حاليا على أنه "شديد" على مقياس مراقبة الجفاف، قد صُنف على أنه "ظروف طبيعية أو رطبة".

وإلى جانب ما سبق، تسهم الأنشطة البشرية، مثل إزالة الغابات والتوسع الزراعي وسوء إدارة الأراضي أو حتى التخريب المتعمد، بشكل كبير في أخطار حرائق الغابات، كما أدت الحرب التي استمرت حتى سقوط النظام وفرار رأسه بشار الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول الماضي إلى تدهور الموارد الطبيعية، مما زاد من قابلية التعرض للحرائق.

وتستكشف الدراسة المعنونة بـ"الصراع والمناخ.. عوامل حرائق الغابات في سوريا في القرن الحادي والعشرين" والصادرة من جامعة ماريلاند الأميركية كيف أسهم كلٌّ من تغير المناخ والحرب في زيادة حرائق الغابات في جميع أنحاء سوريا.

وتتأكد تلك النتائج بدراسة نشرت في دورية "إنفيرونمنتال ريسيرش ليترز"، وتشير إلى أن مزيجا من العوامل المناخية، إلى جانب الحرب، كان السبب في جعل سوريا أكثر تأثرا بالحرائق الموسمية عاما بعد عام.

ويجري ذلك على كل العالم، فطبقا لدراسة صدرت في 2019 بدورية "نيتشر"، فإن حرائق الغابات المطيرة في الأمازون -على سبيل المثال- ليست حدثا طبيعيا ولكنها اتحاد بين عنصرين، الأول هو الجفاف الشديد الذي يتزايد يوما بعد يوم بسبب التغير المناخي، والثاني هو الأنشطة البشرية التي تؤثر بالسلب على طبيعة تلك الغابات.

ومنذ الثمانينيات من القرن الفائت اتجه حجم الحرائق التي تجتاح ولاية كاليفورنيا الأميركية وكذلك شدتها إلى الأعلى بلا توقف، إذ إن 15 من أكبر 20 حريقا في تاريخ كاليفورنيا حدث منذ عام 2000، ومنذ سبعينيات القرن العشرين ازدادت مساحة المنطقة المحروقة في الولاية 5 أضعاف، في مقابل ذلك ارتفعت متوسطات درجة الحرارة في الولاية نفسها خلال الفترة نفسها.

A drone view shows flooded houses, following torrential rains that unleashed flash floods along the Guadalupe River in San Angelo, Texas, U.S., June 4, 2025, in this screen grab obtained from a social media video. Patrick Keely via REUTERS THIS IMAGE HAS BEEN SUPPLIED BY A THIRD PARTY. MANDATORY CREDIT. NO RESALES. NO ARCHIVES. TPX IMAGES OF THE DAY
الأمر لا يقف عند تلك الأسباب للفيضانات المدمرة فالتغير المناخي يلعب دورا مهما (رويترز)

فيضانات أكثر وأشد

نستنتج مما سبق أن وجود التغير المناخي يجعل البيئات الأرضية أكثر هشاشة، ومن ثم فإن أي معيار آخر مثل التدخل البشري قد يفاقم الأزمة، ويجري ذلك على الحرائق في كل دول العالم تقريبا، أما بالنسبة للفيضانات فإنها تعلمنا كيف يمكن لظاهرة معتادة أن تصبح كارثة حقيقية، بسبب تغير المناخ.

إعلان

فمثلا، تعد الأسباب الأساسية لفيضانات تكساس واضحة، وتتعلق باندماج بقايا العاصفة الاستوائية "باري" مع منخفض جوي متوسط ​​المستوى، مما غذى مجمعًا متوسط ​​الحجم توقف فوق وسط تكساس من 4 إلى 6 يوليو/تموز، حسب ما نقلت أكسيوس.

في هذا السياق، أدت الرطوبة الجوية العالية جدا إلى هطول أمطار غزيرة في غضون ساعات قليلة، وتكررت سلسلة العواصف الرعدية البطيئة والشديدة فوق المناطق نفسها، مما أدى إلى غمر الأراضي المشبعة بالفعل بالعواصف السابقة.

وتُلقب هذه المنطقة بـ"زقاق الفيضانات المفاجئة"، نظرًا لتلالها الشديدة الانحدار، ووديانها الضيقة (نهر غوادالوبي)، وضعف امتصاص التربة، وهي عوامل أسهمت بشكل كبير في تسريع جريان المياه إلى الأنهار.

في الواقع، فقد سجلت مقاييس الأنهار ارتفاعًا في منسوب نهر غوادالوبي يراوح بين 26 و29 قدمًا في أقل من ساعة، متجاوزًا مراحل الفيضان من دون سابق إنذار (يأتي ذلك في سياق اتهامات بأن أنظمة الإنذار المحلية تعاني من نقص التمويل أو غيابه مما أدى إلى تأخير تنبيهات السكان والزوار).

ولكن الأمر لا يقف عند تلك الأسباب، فالتغير المناخي يلعب دور القشة التي قصمت ظهر البعير، حيث يقرب النظام البيئي والمناخي من لحظة الانفجار، وما عليك إلا إعطاؤه دفعة أخيرة.

فكما أوضحت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ في تقريرها الخاص عن الظواهر المتطرفة، فإنه بات من الواضح أن تغير المناخ أثر بشكل ملحوظ في العديد من المتغيرات المرتبطة بالمياه مثل هطول الأمطار ونشاط الرياح الشديدة، وهي ظواهر ترفع من شدة الفيضانات وترددها.

والسبب الرئيسي لذلك أنه مع احترار المناخ العالمي تتبخر كميات أكبر من المياه من المحيطات والبحار والبحيرات والتربة نفسها والنباتات، كما تزداد قدرة الهواء على الاحتفاظ بتلك المياه، إذ يمكن للهواء الاحتفاظ بنحو 7% رطوبة أكثر لكل درجة مئوية ترتفع بها الحرارة. وهذه العملية تُحوّل هواء الأرض إلى خزانة مياه هائلة جاهزة في أي لحظة لتُدلي بدلوها.

ويظهر ذلك الأثر بصورة متنوعة للغاية، بمعنى أنه يعيد تشكيل توزيعات المطر في جميع أنحاء الكوكب تقريبا، فتجد أن الكمية الكلية للأمطار قد تنخفض في مناطق عديدة، لكنها رغم ذلك تتعرض لموجات قصيرة من الأمطار الزائدة بصورة متطرفة.

وفي هذه الحالة تزداد فرصة حدوث السيول والفيضانات، وذلك لأن الاحترار العالمي يجفف التربة بدرجة أكبر من المعتاد، وهو ما يُسهل جريان الماء عليها، مما يُعظّم من أثر السيول والفيضانات خاصة في حالة موجات المطر الاستثنائية.

كذلك يمنح ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي والمسطحات المائية طاقة أكبر للعواصف الساحلية والأعاصير، فتهبّ بدرجات أقوى ومعدلات تزداد عامًا بعد عام، وتزيد من ثم من شدة حدوث الفيضانات وسرعة وتيرتها.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن ذوبان الأنهار والصفائح الجليدية يرفع من مستويات سطح البحر عالميا، حيث أصبحت محيطات الأرض وبحارها أعلى بنحو 20 سنتيمترا مقارنة بما كانت عليه في عام 1900، وهو المعدل الأعلى للارتفاع في قرن واحد خلال الألفي عام الماضية.

HUNT, TEXAS - JULY 6: Search and rescue workers dig through debris looking for any survivors or remains of people swept up in the flash flooding on July 6, 2025 in Hunt, Texas. Heavy rainfall caused flooding along the Guadalupe River in central Texas with multiple fatalities reported. Jim Vondruska/Getty Images/AFP (Photo by Jim Vondruska / GETTY IMAGES NORTH AMERICA / Getty Images via AFP)
السنوات الأخيرة شهدت نسبة أكبر من الأمطار المتطرفة (الفرنسية)

مشكلة أميركية

وأشارت دراسة أجراها باحثون من معهد "بوتسدام" لأبحاث تأثير المناخ، نُشرت في "جورنال أوف كلايمت" في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، إلى أن شدة هطول الأمطار الغزيرة وتواترها في تزايد كبير مع كل زيادة في ارتفاع متوسط درجات الحرارة العالمية.

وتشير دراسة أخرى نشرت بدورية نيتشر إلى أن علماء قدروا أنه مقابل كل ارتفاع للحرارة بمقدار درجة مئوية واحدة، فإن معدلات هطول الأمطار الغزيرة تزيد بمقدار 15%، وبشكل خاص في المناطق المرتفعة مثل الجبال، ووجدت الدراسة زيادة ملحوظة متوقعة في قوة المطر.

إعلان

وفي هذا السياق، تشير "وكالة حماية البيئة الأميركية" إلى أن السنوات الأخيرة شهدت نسبة أكبر من الأمطار المتطرفة التي سقطت بشكل كثيف خلال يوم واحد.

وفي الولايات المتحدة كنموذج بحثي، ظل تواتر هذه النوعية من الظواهر المناخية المتطرفة ثابتا إلى حد ما بين مطلع القرن الماضي وعقد الثمانينيات، ولكنه ارتفع كثيرا منذ ذلك الحين، وزادت النسبة المئوية لمساحة الأرض التي تشهد ضربات المطر الكثيفة.

انفوغراف ازدياد عدد الأيام الخطرة في الرطوبة والحرارة مع تغير المناخ
(الجزيرة)

الموجات الحارة

أما عن الموجات الحارة، فإنها تتبع النمط نفسه، فقد أشارت الدراسات في هذا النطاق إلى أن تغير المناخ يؤدي إلى زيادة كبيرة في تواتر موجات الحرارة وشدتها ومدتها، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي للأرض بشكل عام.

وتُظهر بيانات الرصد أن موجات الحر أصبحت أكثر تواترًا وشدة خلال العقود القليلة الماضية، فعلى سبيل المثال تفاقمت موجات الحر الأوروبية بين عامي 2003 و2019 مقارنة بأي تاريخ سابق لتلك الفترة، وذلك بسبب ارتفاع درجات الحرارة الأساسية بفعل تغير المناخ.

وتتنبأ النماذج المناخية بأنه مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة العالمية، ستصبح موجات الحرارة أكثر شيوعا وشدة. فعلى سبيل المثال، توصل فريق بحثي دولي في مايو/أيار 2024 إلى أن تغير المناخ يدفع موجات الحر لتصبح أطول في المدة وأقوى في التأثير، وبنى الباحثون عمليات محاكاة حاسوبية أدخلت فيها بيانات متوسط درجات الحرارة العالمية ومعدلات الموجات الحارة وحالات الضرر الصحي الناتجة عنها، وأظهرت نتائج المحاكاة ارتباطا قويا بين شدة وطول ومعدلات الموجات الحارة وانبعاثات غازات الاحتباس الحراري المسببة لتغير المناخ.

وتتفق نتائج تلك الدراسة مع أخرى توصل إليها فريق من جامعة كاليفورنيا إيرفين في 2017 تربط بين الارتفاع السريع في متوسط درجات الحرارة بسبب التغير المناخي في الهند كنموذج بحثي خلال الفترة بين 1960 و2009 وارتفاع تردد الموجات الحارة بها.

وفي دراسة نشرت قبل أعوام بدورية "كومينيكيشنز إيرث آند إنفيرونمنت"، فحص العلماء البيانات التاريخية لتطور درجات الحرارة وكمية الكربون المنبعثة إلى الغلاف الجوي، ووجدوا أنه حتى إذا تمكنت دول العالم من إيقاف ارتفاع درجة الحرارة عند درجتين مئويتين بحسب اتفاقية باريس، فإن تجاوز الحد "الخطير" لحالات الإجهاد الحراري التي قد تكون قاتلة سيكون أكثر شيوعا بمقدار 3 إلى 10 أضعاف بحلول عام 2100 في كثير من مناطق العالم.

ويخشى العلماء من أن الأمر لن يتوقف عند حدود المشكلات الصحية، فالموجات الحارة بهذا التردد وهذه الشدة باتت تؤثر بالفعل على الأمن الغذائي في العديد من الدول، حيث ترفع معدلات تلف المحاصيل المهمة أو إصابتها بالأمراض.

وإلى جانب ذلك، بات من السهل أن تصاب الماشية بالأمراض، ومع تغيرات درجة حرارة المياه تأثرت الثروة السمكية بوضوح، الأمر الذي يمكن أن يؤثر في اقتصادات كاملة، وبشكل خاص تلك القائمة على الرعي والزراعة وصيد الأسماك. ويرى فريق من الباحثين أن ذلك قد يؤدي بدوره إلى توترات سياسية ربما تتطور لتصبح صراعات عسكرية، وهو ما يضع على عاتق كوكبنا حملا إضافيا يعلم الله وحده إلى أي مدى سيصل تأثيره.

شبكة واحدة كبيرة

تخيَّل المنظومة البيئية والمناخية كشبكة ضخمة مربوطة بعناية شديدة عبر أسلاك أو أوتار مطاطية رفيعة ترتبط بدورها بأوتار أرفع مع حياتنا اليومية نحن البشر، إذا ضربت على وتر واحد من بينها فإن كل الشبكة تهتز.

الأمر هكذا في حالة التغير المناخي، فارتفاع طفيف في درجات الحرارة يتسبب في ضغط كبير على منظومات مناخية وبيئية عدة ويسبب ظواهر متطرفة تبدأ من الفيضانات، وتمر بالعواصف والأعاصير والموجات الحارة، ولا تقف عند الجفاف، ليؤثر ذلك على كل شيء، وصولا إلى الاقتصاد والسياسة.

وتتفق أكثر من 90% من الأعمال البحثية في نطاق التغير المناخي على أن النشاط الإنساني يلعب دورا في الاحتباس الحراري الذي تعاني منه الأرض حاليا.

ومع استخدام الوقود الأحفوري في السيارات والطائرات ومصانع الطاقة، ينفث البشر كمّا هائلا من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، مما رفع تركيزه بشكل لم يحدث منذ مئات الآلاف من السنين، وهو الغاز الذي يتمكن من حبس حرارة الشمس داخل الغلاف الجوي.

وبات واضحا للعلماء يوما بعد يوم أن معدلات تطرف الظواهر المناخية، من أمطار غزيرة وعواصف قاسية وموجات حارة وضربات جفاف تستمر سنوات طويلة، باتت تتزايد بشكل يكسر الأرقام القياسية عاما بعد عام، الأمر الذي يتطلب اتفاقا عالميا عاجلا، على الأقل لمنع المشكلات من التفاقم.

إعلان

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق