"الصحبة الحلوة" دراما الشيخوخة بنكهة شبابية - هرم مصر

الكورة السعودية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

طرحت منصة "شاهد" مؤخرًا المسلسل الكويتي "الصحبة الحلوة" الذي نجح في تصدر قائمة الأعمال الأكثر مشاهدة في منطقة الخليج خلال أيام قليلة، رغم عرض عدد محدود من حلقاته.

ويُعد العمل عودة فنية للنجمة العراقية هدى حسين بعد غيابها عن الموسم الماضي، حيث تؤدي دور "سدرة" وهي سيدة في السبعين من عمرها، في دور تطلب منها تحضيرات خاصة وجهدًا تمثيليًا كبيرًا. ويشاركها البطولة عدد من نجوم الدراما الخليجية، منهم فنيسيا هارون، هبة المطيري، عبد الله التركماني، أنوار المنصور.

وشهدت الحلقة الثانية من المسلسل ظهور الفنانة مرام البلوشي كضيفة شرف، مجسّدة شخصية المغنية "خديجة" وقد لاقى أداؤها لأغنية "آه يا الأسمر يا زين" من الفلكلور الخليجي تفاعلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي.

والمسلسل من تأليف عبد الله الحسيني وعبد العزيز السبيعي، وإخراج محمد دحام.

حبكة خارج المألوف

حرص كاتبا مسلسل "الصحبة الحلوة" على تقديم حبكة درامية غير تقليدية، من خلال تسليط الضوء على التحديات النفسية والاجتماعية التي تواجه النساء في مرحلة الشيخوخة، وهي زاوية نادراً ما تتناولها الدراما العربية التي غالبًا ما تهمّش كبار السن وتحصرهم في أدوار هامشية كوالدي الأبطال.

وتدور الأحداث في إطار اجتماعي كوميدي، حول السبعينية "سدرة عتيج" (هدى حسين) التي تتلقى خبر وفاة إحدى صديقاتها القدامى. وأثناء العزاء، تلتقي صديقتي طفولتها "فيضة" (هبة المطيري) ذات الطابع البدوي، و"موزة" (فينيسيا هارون) المهتمة بالموضة والجمال، بعد فراق دام نحو 50 عاماً. ومن هذا اللقاء تنطلق رحلة البحث عن صديقتهن الرابعة "خديجة زيدان" واسترجاع ذكريات الماضي.

وقد نال العمل إشادة كبيرة من الجمهور، خاصة محبي "النوستالجيا" لما يقدمه من استحضار دقيق لمراحل الطفولة والشباب بالمجتمع الخليجي، في أسلوب سردي محكم وواقعي، استطاع جذب مختلف الفئات العمرية، بما في ذلك الأجيال الأصغر سنا.

إعلان

الدراما على الطريقة المسرحية

يبدو أن المخرج دحام حرص على أن تكون تجربته السادسة مع النجمة هدى حسين مختلفة واستثنائية، من خلال تبنّي أسلوب إخراجي يحمل بصمة مسرحية واضحة. فقد ركز على التمثيل المباشر وسرعة الإيقاع والحضور القوي للشخصيات، وهو خيار منح المسلسل طابعًا خاصًا وقربه من المتلقي، مما ساهم في شد الانتباه منذ اللحظات الأولى.

وقد ابتعد دحام عمدًا عن المؤثرات البصرية الزائدة أو العناصر الزخرفية التي قد تشتت الانتباه، مفضلا تكثيف التركيز على الأداء التمثيلي الخالص، ضمن إيقاع درامي سريع ومشحون، مما أضفى على العمل حيوية وواقعية. وقد ساعد هذا النهج في إبراز البعد النفسي للشخصيات، ونقل حالاتها الشعورية بدقة إلى المشاهد.

كما استخدم زوايا تصوير مبتكرة تجعل الجمهور أقرب إلى الحدث، وكأنه داخل المشهد، وهو ما عزز الطابع المسرحي للمسلسل وابتعد به عن التصنع، مقدمًا صورة بصرية أقرب إلى الواقع.

وعلى صعيد الموسيقى التصويرية، نجح دحام في إرساء توازن مدروس، عبر توظيف ألحان مرافقة تعزز الإحساس بالمشهد دون أن تطغى على الأداء. وقد برزت في هذا الجانب السورية العالمية ليال وطفة التي قدمت مقطوعات موسيقية اتسمت بالحس المرهف والانسجام مع لغة الصورة، مضيفة بُعدًا جماليًا ملموسا للعمل.

المواهب الشابة

ورغم تركيز مسلسل "الصحبة الحلوة" على قضايا الشيخوخة وتقديم بطولات نسائية من فئة عمرية متقدمة، وهي أدوار جسدتها النجمات باحترافية لافتة، فإن هذا العمل لم يُغفل الأجيال الشابة، بل أتاح مساحة بارزة لعدد من الممثلين الشباب، مما أضفى توازنا دراميا وأثرى السياق العام للقصة بتنوع في التجارب والأداء.

وقد قدّمت الخطوط الدرامية الموازية في "الصحبة الحلوة" مساحة مهمة لعدد من الوجوه الشابة، مما أتاح لهم فرصة تقديم أداء تمثيلي لافت. ورغم أن هبة المطيري تأتي من خلفية إعلامية، وفينيسيا هارون تُعرف كواحدة من أبرز المدونات على الإنترنت، فقد نجح العمل في إعادة اكتشاف طاقاتهما الفنية، ضمن مقاربة درامية متوازنة لا تقتصر على فئة عمرية واحدة، بل تستعرض طيفاً واسعاً من التجارب والشخصيات الإنسانية.

ومن بين الأسماء الشابة التي برزت قدمت الممثلة سعاد الشطي أداءً مميزا في دور "لولوة" مجسّدة شخصية المرأة الخليجية الشابة القوية والمستقلة، معتمدة على موهبتها الأكاديمية التي صقلتها في المعهد العالي للفنون المسرحية.

كما لفتت سارة العنزي الانتباه بدورها في شخصية "أميرة" التي تجمع بين البراءة والدهاء، وقدّمتها بأسلوب متوازن أظهر نضجا فنيا واضحا.

وشارك في العمل أيضا عدد من الممثلين الشباب، من بينهم منصور البلوشي، أحمد الرشيدي، ميثم الحسيني، الذين أضفوا بعداً كوميدياً ذكياً على الأحداث، وأسهموا في تنويع الإيقاع الدرامي للمسلسل.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق