الأمير تركي الفيصل: انهيار النظام العالمي يهدد بعودة زمن الوحوش.. وشراكة خليجية أوروبية ضرورة - هرم مصر

سبق 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تم النشر في: 

29 يونيو 2025, 3:15 مساءً

حذّر الأمير تركي الفيصل، رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية والرئيس الفخري للحوار الخليجي–الألماني، من أن العالم يشهد انهيارًا متسارعًا للنظام الليبرالي الدولي الذي حكم العلاقات بين الدول طيلة ثمانية عقود، معتبرًا أن النظام الجديد لم يتشكل بعد، لكنه ينمو وسط بيئة مضطربة أشبه بـ«زمن الوحوش»، مستعيرًا الوصف من المفكر الإيطالي أنطونيو غرامشي بعد الحرب العالمية الأولى.

جاء ذلك في الكلمة الافتتاحية التي ألقاها الأمير تركي خلال المؤتمر السابع للحوار الخليجي–الألماني حول الأمن والتعاون، المنعقد في العاصمة الألمانية برلين يوم الإثنين 23 يونيو 2025، تحت عنوان شراكة إستراتيجية جديدة في نظام عالمي جديد.

وأكد الأمير تركي أن العالم يواجه مؤشرات تفكك خطيرة، من بينها تصاعد النزاعات المسلحة، وعلى رأسها العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان، والحرب الروسية–الأوكرانية، إضافة إلى الهجمات الأخيرة على إيران.

كما انتقد السياسات الأحادية التي انتهجها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، والتي قال إنها قوّضت القواعد والأعراف الدولية.

وأضاف: كنا جميعًا مستفيدين من النظام الدولي، وأخشى أن نصبح ضحاياه إذا لم نتحرك بحكمة ووعي لتدارك الخطر القادم.

ولفت سموه إلى أن دول الخليج وأوروبا كانتا من أكبر المستفيدين من الاستقرار الذي وفّره النظام الدولي القائم، مشددًا على أن استمرار هذا الاستقرار يتطلب استجابة جماعية وفعالة للمتغيرات الجيوسياسية المتسارعة.

ودعا إلى بناء شراكة إستراتيجية أوسع بين مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي، تتجاوز الأطر التقليدية، لتشمل ملفات محورية مثل استقرار سوريا، والاعتراف بدولة فلسطين، والتصدي لما وصفه بـ«الوحوش في تل أبيب»، إضافة إلى المشاركة في صياغة نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب.

وأشاد الأمير تركي بنموذج الاستقرار والازدهار الذي حققته دول الخليج، مستندًا إلى رسوخ أنظمتها السياسية وسلاسة انتقال السلطة فيها، وهو ما مكّنها من تركيز جهودها على تنمية الإنسان ورفع مستوى المعيشة وتعزيز السلم الاجتماعي، بخلاف دول أخرى غرقت في الفوضى والاحتراب الداخلي.

كما أشار سموه إلى أهمية الرؤى التنموية الخليجية، وفي مقدمتها رؤية السعودية 2030، واصفًا إياها بأنها خارطة طريق طموحة نحو المستقبل، لكنها بحاجة إلى بيئة دولية مستقرة وآمنة حتى تُثمر نتائجها كاملة.

وقال: نجاحنا في الداخل مرتبط باستقرار الإقليم ونظام دولي عادل يتخلى عن السياسات التي زعزعت منطقتنا وحرمتها طويلاً من فرص النمو الحقيقي.

وأكد أن دول الخليج باتت في موقع يمكّنها من لعب دور قيادي ومسؤول في المنطقة، كونها تمثل اليوم صوت العقل والاعتدال في عالم يشهد تصاعد التوترات وتفاقم الأزمات.

وشدد على أن المنطقة لا تزال تواجه تحديات وجودية تستلزم حكمة جماعية واستراتيجيات طويلة المدى لضمان مستقبل آمن ومستقر.

واختتم الأمير كلمته بالإشارة إلى مقاله المنشور في نشرة برلين بولس بعنوان عالم يبحث عن الحكمة: أين ألمانيا؟، داعيًا فيه ألمانيا إلى تحمّل مسؤوليتها التاريخية، واستثمار خبرتها في الحروب والتحولات الكبرى، للمساهمة الفاعلة في بناء نظام عالمي أكثر توازنًا وعدلًا.

وأكد أن اعتراف ألمانيا بدولة فلسطين سيكون خطوة محورية لترجيح كفة السلام في الشرق الأوسط.

يُذكر أن المؤتمر ناقش سبل تعميق التعاون الأمني والسياسي والاستراتيجي بين دول مجلس التعاون الخليجي وألمانيا والاتحاد الأوروبي، في ظل عالم يشهد تغيرات جذرية تعيد صياغة موازين القوى والنفوذ على المستويين الإقليمي والدولي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق