المدينة.. شارع للحياة - هرم مصر

عكاظ 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
حين نفكر في المدينة الذكية، فإن أول ما يتبادر إلى الذهن هو التقنية والاتصال، ولكن الذكاء الحقيقي لا يكمن فقط في الرقمنة، بل في قدرة المدينة على أن تحيا.. أن تُشعر ساكنيها بأنهم في حضنها لا في زحامها، أن تجعل من تفاصيلها اليومية تجربة إنسانية راقية تنسج جودة الحياة في كل ركن.

في قلب المدن الحديثة، حيث تتسارع إيقاعات الحياة، يبرز مفهوم «الشارع الذكي» أحدَ أهم عناصر التحول الحضري. شارع لا تجتاحه السيارات، ولا تلوّثه الضوضاء، بل تحتضنه الأشجار، وتزيّنه أماكن الجلوس العامة، وتملؤه ضحكات الأطفال وأحاديث العائلات. إنه شارع للمشاة، لا للمرور، وللراحة لا للعجلة.

تصور مدينةً مركزها شارع نابض بالحياة، يخلو من المركبات إلا في أوقات مخصصة لسيارات الخدمات، لتمنح الزوار شعوراً بالسكينة. على جانبيه تنتشر المقاهي والمطاعم والبوتيكات بعناية، تتناغم مع المساحات الخضراء ومناطق الترفيه، فيتحوّل المكان إلى وجهة تجمع بين الاستجمام والتسوق، بين الجمال والعملية، بين الروح والمدينة.

إن الحديقة العامة والشارع الخالي من السيارات لم يعودَا مجرد مظهر جمالي، بل هما ضرورة حضرية تعكس مدى نضج التخطيط العمراني، ومدى وعي المدن بقيمة الإنسان. فعندما تُصمَّم المدن من أجل الناس، تصبح أكثر استثماراً، أكثر إنتاجاً، وأكثر إنسانية.

لذلك، فإن من يسعى لصناعة مدينة جاذبة، عليه أن يبدأ من الشارع.. لا كمسار عبور، بل كمساحة حياة.

أخبار ذات صلة

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق