27 يونيو 2025, 7:00 مساءً
#ناصية:
أتعجّب من الشباب الذين يشتكون وهم في عمر العشرين والثلاثين!
كيف يتذمرون وهم مازالوا في عز الشباب؟!
????????????????
ماذا سيفعلون، إذا وصلوا إلى آواخر العمر حين تداهمهم الشيخوخة والأمراض والعجز الجسدي؟
وفي ذلك قلت:
إذا الغلام تشكّا في شبيبته..
ماذا سيبقى لشكوى آخر العمر؟
وقلت بشكل آخر :
يا من تشكّيتَ في عزّ الشباب تُرى!
ماذا تقول لنا في آخر العُمُرِ؟
نعم.. أتعجّب من هؤلاء الشباب كيف يشتكون ويكثرون من الشكوى وهم في عز شبابهم؟!
إنهم الآن في عصر الشباب يعيشون في سعادة غامرة وظروف ياسرة وصحة عامرة، فكيف يشتكون وهم في هذه المرحلة من دائرة الخير والنعيم والحظ العظيم ؟!
ماذا يفعلون إذا بلغوا سن الستين؟
وقد قالت العرب:
(من بلغ الستين اشتكى من غير علة )
ويقول أحمد شوقي:
ولتعلَّمنَّ إذا السُّنونُ تتابعت..
أنّ التَّشكِّي كان قبل أوانِهِ!
وأيضاً أبو العلاء المعري يقول:
إذا الفتى ذَمّ عَيْشاً في شَبيبتهِ..
فما يقولُ إذا عصْرُ الشّبابِ مضَى؟
وقد تَعَوّضْتُ من كُلٍّ بمُشْبِهِهِ..
فما وجدتُ لأيّامِ الصِّبا عِوَضَا!
حسناً ماذا بقي...
بقي القول: كما أننا ندرس الاقتصاد في المال والاقتصاد في المعرفة والاقتصاد في استخدام الكهرباء والماء، علينا أن نتعلّم الاقتصاد في الشكوى..
نقتصد في الشكوى ولا نُخرِج كل شكوانا ونحن في الشباب؛ لأننا في آخر العمر سنحتاج للشكوى، وحينها ستكون نضبت آبار بترول الشكوى في دواخلنا.
لذلك أرجوكم لا تعبثوا باقتصاديات الشكوى واتركوا لوقتها!
والإنسان يشتكي من زمانه؛ فإذا مرّ زمانه وانقضى بكى على الزمن الماضي!
نعم قد نشتكي من هذا الوقت الآن؛ ولكن ما بعد عشر سنين سنتذكره ونشتاق إليه ونبكي على ذهابه.
وقد قال الشاعر:
رُبَّ يوم بكيت فيه فلما..
صرت في غيره بكيت عليه!
0 تعليق