هل يمكننا العيش بدون دماغ كامل ؟ - هرم مصر

سبق 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تم النشر في: 

25 يونيو 2025, 7:02 مساءً

حين نفتح أبواب هذا العالم المعقّد، لا بد أن نبدأ من الأساس: مما تتكون أدمغتنا؟

تحوي أدمغتنا العديد من الأجزاء مثل المخ والمخيخ وجذع الدماغ والعقد القاعدية، إضافةً إلى الخلايا العصبية والتركيبات الجزيئية. ويتكوّن الدماغ من نصفين، أيمن وأيسر، ومن أربعة فصوص متكاملة في العمل لا تنفصل وظيفيًّا عن بعضها البعض.

(Corpus callosum) وهنا تتجلى أهمية الجسم الثفني

تلك الحزمة الغنية بالألياف العصبية، التي تعمل كجسر حيويّ ينقل المعلومات الحركية والحسية والمعرفية بين نصفي كرة الدماغ.

وعلى الرغم من التقدّم العلمي الهائل، ساعدت الأبحاث في تحديد أجزاء الدماغ المرتبطة بوظائف معينة، وتبقى الحقيقة الأعمق ساطعة: إن ما نعرفه عن هذا العضو المعقّد لا يزال ضئيلاً، كما قال تعالى: (وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً)."

تتداخل الوظائف وصعوبة التنبؤ بالتأثيرات

رغم معرفتنا لعمل بعض الأجزاء وتحديدها فمع دراسات الحالات وإجراء البحوث عليها تبين وجود تداخل بين كل اجزاء الدماغ في وظائفه وخصائصه مما يعد أمراً مستحيلاً لمعرفة الآثار أو الأعراض الناتجة بعد إصابة أي جزء ومدى تأثره وتأثر وظيفته .

كما ذكرت عالمة النفس و الأعصاب د.جينفير بارنيت بأن الدماغ يعمل إلى حد كبير على أساس "استخدمه أو أفقده".

ما العوامل المؤثرة في نمو الدماغ؟

تتأثر أدمغتنا في نموها بالجينات الوراثية والبيئة المحيطة والفصول المناخية فقد لُوحظ في عدة دراسات بحثية انتشار بعض الأمراض العقلية في فصول معينة خاصة الشتاء والربيع ،كما تتأثر بنمو الأم وتغذيتها ونفسيتها والأمراض التي تصيبها .

إذاً ما القدر الذي نحتاجه من الدماغ؟

كان هذا السؤال عنوان كتاب د .أليكسيس ويليت وعالمة النفس د.جينيفر بارنيت وذكرت خلال حديثها عدة حالات من فقد أجزاء في الدماغ خُلقياً أو كنوع من التلف بعد التعرض للحوادث أو جراحياً بإستئصاله عن طريق جراحيّ المخ والأعصاب عند اكتشاف المشاكل الصحية المتعلقة بوظيفته مثل التشنجات أو خلل ناتج من أجزاءه كنشأة الأورام به وأثبتت أن البشر قادرون على البقاء !

وفي العديد من الحالات يعيشون حياة كاملة من دون دماغ كامل بمعنى كامل أجزاءه لكن هذا يأتي بتكاليف باهظة فغالبًا ما يعاني الأشخاص الذين يفقدون جزءًا من أدمغتهم من تأثيرات جسدية وسلوكية وعاطفية نتيجة لذلك وطبيعة هذه المشكلات تعتمد على الجزء المفقود أو المصاب من الدماغ نفسه..

كيف يتأقلم الدماغ مع الفقد ؟

ذكرت العديد من الدراسات والأبحاث وكذلك أثبتت التجارب أن الدماغ يعيد ترتيب نفسه بنفسه بإستمرار بما يسمى ( المرونة العصبية) والخلايا الدماغية قادرة على تشكيل توصيلات جديدة بينها وتغيير مسار نشاطها ويمكنها فعل ذلك استجابة للتعلم والخبرة والضرر.

إذا ًماذا تعني مرونة الدماغ ؟

توضح عالمة الأعصاب د. نانسي أندرياسن في كتابها “الدماغ الخلّاق” أن وصف العلماء للدماغ بـ”المرن” لا يعني المرونة بالمعنى الحرفي، بل يشير إلى قدرة الدماغ العجيبة على التكيّف والتغيّر استجابةً للضغوط والتحديات البيئية التي يواجهها.

وتُبرز أندرياسن كذلك أن عقولنا ما هي إلا حصيلة تراكمية لما نعيشه من ذكريات وتجارب. فنحن، في جوهرنا، نتشكّل مما نراه ونسمعه ونلمسه ونشمّه ونقرؤه ونتذكّره.

لهذا تُوصي إحدى نصائح “برايت مايندز” على إيجابية حديثك الذاتي: تذكر بأن الكلمات التي تُخبر بها نفسك هي سيناريو الفيلم الذي يمثله دماغك ، فدماغك ذو نفوذ قوي يعمل على تحقيق كل ماتنطقه وتُعرضه .

يظل الدماغ معجزة مستمرة وتظل قدرته على التكيف والتجدد مدهشة، وما زال العلم في بدايات فهمه. فهل نحن فعلاً نستخدم كل ما نملك؟ أم أن التحدي الحقيقي في كيفية استخدام ما نحتاجه؟

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق